الاثنين، 26 نوفمبر 2012

تحريم العباس بن عبد المطلب، زمزم للمغتسل فيها وغير ذلك

        ما جاء في تحريم العباس بن عبد المطلب، زمزم للمغتسل فيها وغير ذلك:
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي قال: حدثنا سفيان عمن سمع عاصم بن بهدلة يحدث عن زر بن حبيش قال: رأيت عباس بن عبد المطلب في المسجد الحرام، وهو يطوف حول زمزم يقول: لا أحلها لمغتسل وهي لمتوضئ وشارب حل وبل، قال سفيان: يعني لمغتسل فيها، وذلك أنه وجد رجلًا من بني مخزوم، وقد نزع ثيابه، وقام يغتسل من حوضها عريانا.
حدثني جدي قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار قال: سمعت ابن عباس يقول: هي حل وبل، يعني زمزم، فسئل سفيان ما حل وبل؟ قال: حل محلل.
حدثني جدي عن سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس أنه بلغه أن رجلًا من بني مخزوم اغتسل من زمزم فوجد من ذلك وجدًا شديدًا فقال: لا أحلها لمغتسل يعني في المسجد، وهي لشارب ومتوضئ حل وبل يقول: حل محلل.
إذن النبي لأهل السقاية من أهل بيته في البيتوتة بمكة ليالي منى:
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي قال: حدثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن جريج، حدثني عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن العباس استأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته فأذن له،

ص -55-         قال ابن جريج: وأخبرني عطاء أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رخص لأهل بيته أن يبيتوا بمكة ليالي منى من أجل شغلهم فيها، قلت: أترى لآل جبير رخصة؟ قال: لا، إنما ذلك لمن أرخص له النبي -صلى الله عليه وسلم-، قلت: أي أهل بيته رأيته يبيت بمكة، قال: لم أر أحدًا منهم يبيت بمكة إلا ابن عباس فكان يبيت بمكة ليالي منى. يظل ختى إذا كان الرمي انطلق فرمى، ثم دخل مكة فبات بها، وظل حتى مثلها أيام منى كلها.
ما ذكر من غور الماء قبل يوم القيامة إلا زمزم:
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي قال: حدثنا سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج قال: أخبرني مقاتل، عن الضحاك بن مزاحم أن الله عز وجل يرفع المياه العذبة قبل يوم القيامة، وتغور المياه غير زمزم وتلقي الأرض ما في بطنها من ذهب وفضة، ويجيء الرجل بالجراب فيه الذهب والفضة، فيقول: من يقبل هذا مني؟ فيقول: لو أتيتني به أمس قبلته.
ما كان عليه حوض زمزم في عهد ابن عباس ومجلسه:
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي قال: أخبرنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج قال: قال لي عطاء: وإنما كانت سقايتهم التي يسقون بها، قال: كان لزمزم حوضان في الزمان الأول، فحوض بينها وبين الركن يشرب منه الماء، وحوض من ورائها للوضوء له سرب يذهب فيه الماء من باب وضوئهم الآن يعني باب الصفا، قال: فيصب النازع الماء وهو قائم على البئر في

ص -56-         هذا وفي هذا من قربها من البئر، قال الخزاعي: وفي ذلك يقول الشاعر:
كأني لم أقطن بمكة ساعة      ولم يلهني فيها ربيب منعم
ولم أجلس الحوضين شرقي زمزم      وهيهات أني منك لا أين زمزم1
قال: ولم يكن عليها شباك حينئذ قال: وأراد معاوية بن أبي سفيان أن يسقى في دار الندوة فأرسل إليه ابن عباس -رضي الله عنه، أن ليس ذلك لك فقال: صدق فسقي حينئذ بالمحصب ثم رجع فسقي بمنى، قال مسلم بن خالد: كان موضع السقاية التي للنبيذ بين الركن، وزمزم مما يلي ناحية الصفا فنحاها ابن الزبير إلى موضعها الذي هي فيه اليوم. وقال غير واحد من أهل العلم من أهل مكة: كان موضع مجلس ابن عباس في زاوية زمزم، التي تلي الصفا والوادي، وهو على يسار من دخل زمزم، وكان أول من عمل على مجلسه القبة سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، وعلى مكة يومئذ خالد بن عبد الله القسري عاملًا لسليمان بن عبد الملك، ثم عملها أمير المؤمنين أبو جعفر في خلافته، وعمل على زمزم شباكًا ثم عمله المهدي، وعمل شباكي زمزم أيضًا، فعمل في مجلس ابن عباس كنيسة ساج على رف في الركن على يسارك، أخبرني جدي قال: أول من عمل القبة التي على الصحفة، التي بين زمزم وبين بيت الشراب، المهدي في خلافته عملها لهم أبو بحر المجوسي النجار، كان جاء به عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس إلى مكة من العراق، فعمل له سقوفًا في داره التي عند المروة وباب داره، سنة إحدى وستين ومائة، قال أبو محمد الخزاعي: سمعت شيخًا قديمًا من أهل مكة يذكر أن المهدي، ومن كان أشار عليه بعملها إنما تحروا بها موضع الدوحة التي أنزل إبراهيم ابنه إسماعيل، وأمه هاجر تحتها فبنيت هذه القبة في موضع الدوحة، والله عز وجل أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق