الاثنين، 26 نوفمبر 2012

فضل زمزم وما جاء في ذلك

فضل زمزم وما جاء في ذلك:
حدثنا أبو الوليد حدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن وهب بن منبه أنه قال في زمزم: والذي نفسي بيده إنها لفي كتاب الله مضنونة، وإنها لفي كتاب الله تعالى برة وإنها لفي كتاب الله سبحانه شراب الأبرار، وإنها لفي كتاب الله طعام طعم وشفاء سقم.
حدثني جدي عن الزنجي عن ابن خيثم قال: قدم علينا وهب بن منبه فاشتكى، فجئناه نعوده، فإذا عنده من ماء زمزم قال: فقلنا: لو استعذبت فإن هذا ماء فيه غلظ، قال: ما أريد أن أشربه حتى أخرج منها غيره، والذي نفس وهب بيده إنها لفي كتاب الله زمزم، لا تنزف ولا تذم، وإنها لفي كتاب الله برة شراب الأبرار، وإنها لفي كتاب الله مضنونة، وإنها لفي كتاب الله طعام طعم وشفاء سقم، والذي نفس وهب بيده لا يعمد إليها أحد، فيشرب منها حتى يتضلع إلا نزعت منه داء وأحدثت له شفاء2.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر في فضل زمزم: القرى ص 486، شفاء الغرام 1/ 406، الجامع اللطيف ص 229.
2 القرى ص 487.

ص -46-         حدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن عبيد بن عمير عن كعب أنه قال لزمزم: إنا لنجدها مضنونة ضن بها لكم، أول من سقى ماءها إسماعيل عليه السلام طعام طعم وشفاء سقم.
حدثنا جدي قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تريد شفاء شفاك الله، وإن شربته لظمأ أرواك الله، وإن شربته لجوع أشبعك الله، وهي هزمة جبريل بعقبة وسقيا الله إسماعيل عليه السلام، قال أبو الوليد: والهزمة الغمرة بالعقب في الأرض، وقال: زمزم شقت من الهزمة1.
حدثني جدي قال: حدثنا سفيان عن فرات القزاز، عن أبي الطفيل قال: سمعت عليًا يقول: خير واديين في الناس وادي مكة وواد بالهند الذي هبط به آدم عليه السلام، ومنه يؤتى بهذا الطيب الذي يتطيبون به، وشر واديين في الناس واد بالأحقاف وواد بحضرموت يقال له: برهوت، وخير بئر في الناس بير زمزم، وشر بئر في الناس بلهوت وإليها تجتمع أرواح الكفار وهي في برهوت2.
حدثنا جدي، عن سفيان عن إبراهيم بن نافع، عن ابن أبي حسين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم، بعث إلى سهيل بن عمرو يستهديه من ماء زمزم فبعث إليه براويتين، وجعل عليهما كرًا غوطيًا.
حدثنا جدي، عن سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج عن ابن جريج قال: حدثني ابن أبي حسين أنه قال: كتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى سهيل بن عمرو،
"إن جاءك كتابي هذا ليلًا فلا تصبحن، وإن جاءك نهارًا فلا تمسين حتى تبعث إلي بماء زمزم"، فاستعانت امرأته أثيلة الخزاعية جدة أيوب بن عبد الله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 القرى ص 488.
2 الجامع اللطيف ص 229.

ص -47-         فادلجناهما وجواريهما فلم يصبحا حتى قرنا مزادتين، وفرغتا منهما فجعلهما في كرين غوطيين ثم ملأهما وبعث بهما على بعير.
حدثني جدي قال: حدثنا عبد الجبار بن الورد، حدثنا عبد الملك بن الحارث بن أبي ربيعة المخزومي، عن عكرمة بن خالد قال: بينما أنا ليلة في جوف الليل عند زمزم جالس، إذ نفر يطوفون عليهم ثياب بيض لم أر بياض ثيابهم لشيء قط، فلما فرغوا صلوا قريبًا مني فالتفت بعضهم فقال لأصحابه: اذهبوا بنا نشرب من شراب الأبرار، قال: فقاموا ودخلوا زمزم فقلت: والله لو دخلت على القوم فسألتهم، فقمت فدخلت، فإذا ليس فيها من البشر أحد1.
حدثني جدي قال: حدثنا عبد الجبار بن الورد، عن رجل يقال له رباح مولى لآل الأخنس أنه قال: أعتقني أهلي فدخلت من البادية إلى مكة فأصابني بها جوع شديد، حتى كنت أكوم الحصا ثم أضع كبدي عليه، قال: فقمت ذات ليلة إلى زمزم فنزعت فشربت لبنًا كأنه لبن غنم مستوحمة أنفاسًا.
حدثني محمد بن يحيى، عن الواقدي عن ابن أبي سبرة، عن عمر بن عبد الله القيسي، عن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم، عن عبد الله بن غنمة عن العباس بن عبد المطلب قال: تنافس الناس في زمزم في الجاهلية، حتى إن كان أهل العيال يغدون بعيالهم فيشربون منها، فتكون صبوحًا لهم وقد كنا نعدها عونًا على العيال.
حدثني محمد بن يحيى، عن سليم بن مسلم عن سفيان الثوري، عن العلاء بن أبي العباس عن أبي الطفيل قال: سمعت ابن عباس يقول: كانت تسمى في الجاهلية شباعة -يعني زمزم- ويزعم أنها نعم العون على العيال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الجامع اللطيف ص 229.

ص -48-         وحدثني محمد بن يحيى عن الواقدي، عن عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير عن جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ماء زمزم لما شرب له".
وعن الواقدي عن عبد الحميد بن عمران عن خالد بن كيسان عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:
"التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق".
وحدثني جدي عن سعيد عن عثمان قال: حدثنا أبو سعيد، عن رجل من الأنصار عن أبيه عن جده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
"علامة ما بيننا وبين المنافقين أن يدلوا دلوًا من ماء زمزم فيتضلعوا منها، وما استطاع منافق قط يتضلع منها".
وعن الواقدي عن الثوري، عن مغيرة بن زياد، عن عطاء أن كعب الأحبار حمل منها ثنتي عشرة راوية إلى الشام.
وعن الواقدي، عن ثور بن يزيد عن مكحول، عن كعب الأحبار أنه كان يحمل معه من ماء زمزم يتزوده إلى الشام، وعن الواقدي عن ابن أبي ذؤيب عن القاسم بن عباس، عن باباه مولى العباس بن عبد المطلب قال: جاء كعب الأحبار بإداوة1 من ماء إلى زمزم، ونحن ننزع عليها فنحيناه عنها، فقال العباس -رضي الله عنه: دعوه يفرغها فيها واستقى منهما إداوة وقال: إنهما ليتعارفان يعني إيليا وزمزم.
 حدثني جدي قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا عنبسة بن سعيد الرازي، عن إبراهيم بن عبد الله الخاطبي، عن عطاء عن ابن عباس قال: صلوا في مصلى الأخيار، واشربوا من شراب الأبرار، قيل لابن عباس: ما مصلى الأخيار؟ قال تحت الميزاب، قيل وما شراب الأبرار؟ قال: ماء زمزم.
حدثني جدي عن سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج قال: أخبرني ابن جريج قال: سمعت أنه يقال: خير ماء في الأرض ماء زمزم وشر ماء في

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الإداوة: إناء صغير يحمل فيه الماء.

ص -49-         الأرض ماء برهوت، شعب من شعاب حضرموت، وخير بقاع الأرض المساجد، وشر بقاع الأرض الأسواق.
حدثني جدي، عن سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج قال: أخبرني ابن جريج قال: حدثني عبد الله بن أبي بريدة، عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ أن زبيد بن الصلت أخبره أن كعبًا قال: لزمزم برة مضنونة ضن بها لكم، أول من أخرجت له إسماعيل، ونجدها طعام طعم وشفاء سقم.
قال ابن جريج: وأخبرني يزيد بن أبي زياد، عن شيخ من أهل الشام قال: سمعت كعبًا يقول: إني لأجد في كتاب الله تعالى المنزل أن زمزم طعام طعم، وشفاء سقم، حدثني جدي قال: حدثنا سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج قال: أخبرني الكلبي عن عون بن حميد بن مل، عن عبد الله بن الصامت بن أخي أبي ذر أنه قال: قال لي عمي أبو ذر: يا بن أخي في حديث حدث به، عن مقدم أبي ذر مكة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وكان في حديثهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم، قال:
"متى كنت ههنا؟" قال: قلت: أربع عشرة بين يوم وليلة وما لي طعام، ولا شراب إلا ماء زمزم فما أجد على كبدي سخفة وجع، ولقد تكسرت عكن بطني فقال: "إنها طعام طعم"1.
حدثني جدي عن سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج أخبرني عبد العزيز بن أبي رواد قال: أخبرني رباح عن الأسود قال: كنت مع أهلي بالبادية، فاتبعت بمكة فأعتقت فمكثت ثلاثة أيام لا أجد شيئًا آكله، قال: فمكثت أشرب من ماء زمزم، فانطلقت حتى أتيت زمزم فبركت على ركبتي، مخافة أن أستقي وأنا قائم فيرفعني الدلو من الجهد، فجعلت أنزع قليلًا قليلًا حتى أخرجت الدلو فشربت، فإذا أنا بصريف اللبن بين ثناياي فقلت: لعلي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الجامع اللطيف ص 229.

ص -50-         ناعس، فضربت بالماء على وجهي وانطلقت وأنا أجد قوة اللبن وشبعه1.
حدثني جدي عن سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج قال: أخبرني عبد العزيز بن أبي رواد ان راعيًا كان يرعى، وكان من العباد، فكان إذا ظمئ وجد فيها لبنًا، وإذا أراد أن يتوضأ وجد فيها ماء2.
حدثني جدي عن سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج قال: أخبرني مقاتل عن الضحاك بن مزاحم، قال: بلغني أن التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق، وإن ماءها يذهب بالصداع، وإن الاطلاع فيها يجلو البصر، وأنه سيأتي عليها زمان يكون أعذب من النيل والفرات.
قال: أبو محمد الخزاعي: وقد رأينا ذلك في سنة إحدى وثمانين ومائتين، وذلك أنه أصاب مكة أمطار كثيرة، فسال واديها بأسيال عظام في سنة تسع وسبعين وسنة ثمانين ومائتين، فكثر ماء زمزم وارتفع حتى كان قارب رأسها، فلم يكن بينه وبين شفتها العليا إلا سبعة أذرع أو نحوها، وما رأيتها قط كذلك، ولا سمعت من يذكر أنه رآها كذلك، وعذبت جدًا حتى كان ماؤها أعذب من مياه مكة التي يشربها أهلها، وكنت أنا وكثير من أهل مكة نختار الشرب منها لعذوبته، وأنا رأيناه أعذب من مياه العيون، ولم أسمع أحدًا من المشايخ يذكر أنه رآها بهذه العذوبة، ثم غلظت بعد ذلك في سنة ثلاث وثمانين وما بعدها، وكان الماء في الكثرة على حاله، وكنا نقدر أنها لو كانت في بطن وادي مكة لسال ماؤها على وجه الأرض؛ لأن المسجد أرفع من الوادي، وزمزم أرفع من المسجد، وكانت فجاج مكة وشعابها في هاتين السنتين، وبيوتها التي في هذه المواضع تنفجر ماء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الجامع اللطيف ص 229.
2 الجامع اللطيف ص 230.

ص -51-         قال عثمان: وأخبرني خصيف، قبال: {أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} قال: أول مسجد وضع للناس.
وقال مجاهد:
{أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ}، مثل قوله: {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110].
قال عثمان: وأخبرني محمد بن أباب، عن زيد بن أسلم، أنه قرأ:
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ}، حتى بلغ: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ}، قال: الآيات البينات هي: {مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}، وقال: {يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج: 27].
قال عثمان: وأخبرني محمد بن إسحاق أن قول الله عز وجل:
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ} أي: مسجد: {مُبَارَكًا وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ}. وقال: {لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} [الأنعام: 92].
قال عثمان وأخبرني يحيى بن أبي أنيسة في قوله الله عز وجل:
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا} قال: كان موضع الكعبة قد سماه الله عز وجل بيتًا، قبل أن تكون الكعبة في الأرض، وقد بنى قبله بيت ولكن الله سماه بيتًا وجعله الله: {مُبَارَكًا وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ}، قبلة لهم.
ما جاء في مسألة إبراهيم الأمن والرزق لأهل مكة شرفها الله تعالى، والكتب التي وجد فيها تعظيم الحرم:
حدثنا أبو الوليد، قال: وأخبرني جدي، قال: حدثنا سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج، قال: أخبرني موسى بن عبيدة الربذي، عن محمد بن كعب القرظي، قال: دعا إبراهيم للمؤمنين، وترك الكفار لم يدع لهم بشيء فقال الله تعالى:
{وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ} [البقرة: 126].

ص -52-         فعلت -أي ربما نزعت.
حدثنا ابن جريج أيضًا عن عطاء قال: رأيت عقيل بن أبي طالب شيخًا كبيرًا يفتل الغرب، وكانت عليها غروب ودلاء، فرأيت رجالًا منهم بعد ما معهم مولى، في الأرض يلقون أرديتهم فينزعون في القمص، حتى إن أسافل قمصهم لمبتلة بالماء، فينزعون قبل الحج وأيام منى وبعده.
قال ابن جريج: وأخبرني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن دواد بن علي بن عبد الله بن عباس، إن رجلًا نادى ابن عباس والناس حوله فقال: سنة تتبعون بهذا النبيذ أم هو أهون عليكم من العسل واللبن؟ فقال ابن عباس: جاء النبي صلى الله عليه وسلم عباسًا فقال:
"اسقونا" فقال: إن هذا شراب قد مغث ومرث أفلا نسقيك لبنًا وعسلًا؟ فقال: "اسقونا مما تسقون منه الناس"، قال: فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم، ومعه أصحابه من المهاجرين والأنصار بعساس النبيذ، فلما شرب النبي -صلى الله عليه وسلم- عجل قبل أن يروى فرفع رأسه، فقال: "أحسنتم هكذا اصنعوا"، فقال ابن عباس: فرضاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم، بذلك أحب إلينا من أن تسيل شعابنا علينا لبنًا وعسلًا، قال ابن جريج: قال عطاء: فلا يخطئني إذا أفضت أن أشرب من ماء زمزم، قال: وقد كنت فيما مضى أنزع مع الناس الدلو، التي أشرب منها اتباع السنة فأما مذ كبرت فلا أنزع، ينزع لي فأشرب، وإن لم يكن لي ظمأ اتباع صنيع محمد -صلى الله عليه وسلم، قال: فأما النبيذ فمرة أشرب منه ومرة لا أشرب منه.
حدثني جدي قال: حدثنا سفيان عن ابن طاوس، عن أبيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم، أفاض في نسائه ليلًا، وطاف على راحلته يستلم الركن بمحجنه ويقبل طرف المحجن، ثم أتى زمزم فقال:
"انزعوا فلولا أن تغلبوا عليها لنزعت"، فقال العباس -رضي الله عنه: إن يفعل فربما فعلت فداك أبي وأمي، ثم أمر بدلو فنزع له منها فشرب فمضمض، ثم مج في الدلو وأمر به فأهريق في زمزم، ثم أتى السقاية فقال: "اسقوني من النبيذ"، فقال عباس: يا رسول الله إن هذا

ص -53-         شراب قد مغث وثفل وخاضته الأيدي، ووقع فيه الذباب وفي البيت شراب هو أصفى منه، قال: "منه فاسقني"، يقول ذلك ثلاث مرات، وأعاد النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله ثلاث مرات كل ذلك يقول: "منه فاسقني"، فسقاه منه فشرب، قال ابن طاوس: فكان أبي يقول: هو من تمام الحج.
حدثني جدي قال: حدثنا ابن عيينة عن عاصم الأحول عن الشعبي، عن ابن عباس قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- نزع له دلو من ماء زمزم فشرب قائمًا.
حدثني جدي قال: حدثنا ابن عيينة، عن مسعر بن عبد الجبار بن وائل بن حجر عن أبيه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتي بدلو من ماء زمزم، فاستنثر خارجًا من الدلو ومضمض ثم مج فيه، قال مسعر: مسكًا أو أطيب من المسك.
حدثني جدي عن سعيد بن سالم، عن عثمان قال: أخبرني حنظلة بن أبي سفيان الجمحي أنه سمع طاوسًا يقول: أتى النبي -صلى الله عليه وسلم، السقاية فقال:
"اسقوني"، فقال عباس: إنهم قد مرثوه وأفسدوه أفأسقيك؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "اسقوني منه"، فسقوه منه ثم نزعوا له دلوًا فغسلوا له وجهه وتمضمض فيه فقال: "أعيدوه فيها" ثم قال: "إنكم على عمل صالح لولا ان يتخذ سنة لأخذت بالرشاء والدلو".
حدثني جدي عن عبد المجيد، عن عثمان بن الأسود عن مجاهد، عن ابن عباس قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صفة زمزم، فأمر بدلو فنزعت له من البئر فوضعها على شفة البئر، ثم وضع يده من تحت عراقي الدلو ثم قال:
"بسم الله" ثم كرع فيها فأطال، ثم أطال فرفع رأسه فقال: "الحمد لله"، ثم عاد فقال: "بسم الله"، ثم كرع فيها فأطال وهو دون الأول، ثم رفع رأسه فقال: "الحمد لله"، ثم كرع فيها فقال: "بسم الله" فأطال وهو دون الثاني، ثم رفع رأسه فقال: "الحمد لله"، ثم قال -صلى الله عليه وسلم: "علامة ما بيننا وبين المنافقين لم يشربوا منها قط حتى يتضلعوا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق