ما جاء في انتشار ولد إسماعيل, وعبادتهم الحجارة, وتغيير الحنيفية دين
إبراهيم عليه السلام:
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي قال: حدثنا سعيد بن سالم, عن عثمان بن ساج قال: أخبرني ابن إسحاق أن بني إسماعيل وجرهم من ساكني مكة ضاقت عليهم مكة فتفسحوا في البلاد والتمسوا المعاش, فيزعمون أن أول ما كانت عبادة الحجارة في بني إسماعيل أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن منهم إلا احتملوا معهم1 من حجارة الحرم تعظيمًا للحرم وصبابة بمكة وبالكعبة حيثما حلوا وضعوه فطافوا به كالطواف بالكعبة, حتى سلخ ذلك بهم إلى أن كانوا يعبدون ما استحسنوا من الحجارة وأعجبهم من حجارة الحرم خاصة، حتى خلفت الخلوف بعد الخلوف ونسوا ما كانوا عليه,واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره، فعبدوا الأوثان وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم من قبلهم من الضلالات وانتحوا2 ما كان يعبد قوم نوح منها على إرث ما كان بقي فيهم من ذكرها وفيهم على ذلك بقايا من عهد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 كذا في الأصل أ، ومثله في شفاء الغرام. وفي ب: "إلا احتمل معه".
2 كذا في الأصل, وتحت حاء الكلمة علامة الإهمال للتأكيد, ومثله في أ، وشفاء الغرام. وفي ب: "انتجسوا".
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي قال: حدثنا سعيد بن سالم, عن عثمان بن ساج قال: أخبرني ابن إسحاق أن بني إسماعيل وجرهم من ساكني مكة ضاقت عليهم مكة فتفسحوا في البلاد والتمسوا المعاش, فيزعمون أن أول ما كانت عبادة الحجارة في بني إسماعيل أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن منهم إلا احتملوا معهم1 من حجارة الحرم تعظيمًا للحرم وصبابة بمكة وبالكعبة حيثما حلوا وضعوه فطافوا به كالطواف بالكعبة, حتى سلخ ذلك بهم إلى أن كانوا يعبدون ما استحسنوا من الحجارة وأعجبهم من حجارة الحرم خاصة، حتى خلفت الخلوف بعد الخلوف ونسوا ما كانوا عليه,واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره، فعبدوا الأوثان وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم من قبلهم من الضلالات وانتحوا2 ما كان يعبد قوم نوح منها على إرث ما كان بقي فيهم من ذكرها وفيهم على ذلك بقايا من عهد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 كذا في الأصل أ، ومثله في شفاء الغرام. وفي ب: "إلا احتمل معه".
2 كذا في الأصل, وتحت حاء الكلمة علامة الإهمال للتأكيد, ومثله في أ، وشفاء الغرام. وفي ب: "انتجسوا".
ص
-87- إبراهيم
وإسماعيل يتمسكون1 بها من تعظيم البيت والطواف به, والحج والعمرة, والوقوف على عرفة
ومزدلفة, وهدي البدن، والإهلال بالحج والعمرة مع إدخالهم فيه ما ليس منه2.
وكان أول من غير دين إبراهيم وإسماعيل ونصب الأوثان وسيب السائبة وبحر البحيرة ووصل الوصيلة وحمى الحام: عمرو بن لحي3.
حدثنا جدي قال: حدثنا سعيد بن سالم, عن عثمان بن ساج قال: أخبرني ابن جريج قال: قال عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه -يعني: أمعاءه- في النار, على رأسه فروة" فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من في النار؟" قال: من بيني وبينك من الأمم". وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "هو أول من جعل البحيرة والسائبة والوصيلة والحام, ونصب الأوثان حول الكعبة، وغير الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 كذا في الأصل أ, ومثله في شفاء الغرام. وفي ب: "يتنسكون".
2 شفاء الغرام 2/ 35, 36.
3 شفاء الغرام 2/ 36.
وكان أول من غير دين إبراهيم وإسماعيل ونصب الأوثان وسيب السائبة وبحر البحيرة ووصل الوصيلة وحمى الحام: عمرو بن لحي3.
حدثنا جدي قال: حدثنا سعيد بن سالم, عن عثمان بن ساج قال: أخبرني ابن جريج قال: قال عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه -يعني: أمعاءه- في النار, على رأسه فروة" فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من في النار؟" قال: من بيني وبينك من الأمم". وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "هو أول من جعل البحيرة والسائبة والوصيلة والحام, ونصب الأوثان حول الكعبة، وغير الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 كذا في الأصل أ, ومثله في شفاء الغرام. وفي ب: "يتنسكون".
2 شفاء الغرام 2/ 35, 36.
3 شفاء الغرام 2/ 36.
باب ما جاء في أول من نصب الأصنام في الكعبة, والاستقسام
بالأزلام:
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي أحمد بن محمد قال: حدثنا سعيد بن سالم القداح, عن عثمان بن ساج قال: أخبرني محمد بن إسحاق قال: إن البئر التي كانت في جوف الكعبة، كانت على يمين من دخلها وكان عمقها ثلاثة أذرع, يقال: إن إبراهيم وإسماعيل حفراها ليكون فيها ما يهدى للكعبة, فلم تزل كذلك حتى كان عمرو بن لحي فقدم بصنم
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي أحمد بن محمد قال: حدثنا سعيد بن سالم القداح, عن عثمان بن ساج قال: أخبرني محمد بن إسحاق قال: إن البئر التي كانت في جوف الكعبة، كانت على يمين من دخلها وكان عمقها ثلاثة أذرع, يقال: إن إبراهيم وإسماعيل حفراها ليكون فيها ما يهدى للكعبة, فلم تزل كذلك حتى كان عمرو بن لحي فقدم بصنم
ص
-88- يقال
له: هبل من هيت من أرض الجزيرة، وكان هبل من أعظم أصنام قريش عندها, فنصبه على
البئر في بطن الكعبة وأمر الناس بعبادته, فكان الرجل إذا قدم من سفر بدأ به على
أهله بعد طوافه بالبيت وحلق رأسه عنده، وهبل الذي يقول له أبو سفيان يوم أحد: اعل
هبل أي: أظهر دينك, فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "الله
أعلى وأجل".
وكان اسم البئر التي في بطن الكعبة الأخسف, وكانت العرب تسميها الأخشف.
قال محمد بن إسحاق: كان عند هبل في الكعبة سبعة قداح, كل قدح منها فيه كتاب؛ قدح فيه العقل إذا اختلفوا في العقل من يحمله منهم ضربوا بالقداح السبعة عليهم, فعلى من خرج حمله وقدح فيه نعم للأمر إذا أرادوه يضرب به في القداح, فإن خرج قدح فيه نعم عملوا به، وقدح فيه لا فإذا أرادوا الأمر ضربوا به في القداح فإذا خرج ذلك القدح لم يفعلوا ذلك الأمر، وقدح فيه منكم وقدح فيه ملصق وقدح فيه من غيركم وقدح فيه المياه, فإذا أرادوا أن يحفروا للماء ضربوا بالقداح وفيها ذلك القدح, فحيثما خرج عملوا به1.
وكانوا إذا أرادوا أن يختنوا غلامًا أو2 ينكحوا منكحًا أو يدفنوا ميتًا أو شكوا في نسب أحد, ذهبوا به إلى هبل وبمائة درهم وجزور فأعطوها صاحب القداح الذي يضرب بها, ثم قربوا صاحبهم الذي يريدون به ما يريدون ثم قالوا: يا إلهنا, هذا فلان أردنا به كذا وكذا, فأخرج الحق فيه، ثم يقولون لصاحب القداح: اضرب, فإن خرج عليه منكم كان منهم وسطًا3, وإن خرج عليه من غيركم كان حليفًا, وإن خرج عليه ملصق كان ملصقًا على منزلته فيهم لا نسب له ولا حلف, وإن خرج عليه شيء مما سوى هذا مما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ابن هشام 1/ 152.
2 كذا في الأصل ب. وفي أ: "أن".
3 كذا في الأصل، ومثله لدى الفاسي في شفاء الغرام 2/ 444 وهو ينقل عن المصنف وفي أ، ب: "وسيطًا".
قال محمد بن إسحاق: كان عند هبل في الكعبة سبعة قداح, كل قدح منها فيه كتاب؛ قدح فيه العقل إذا اختلفوا في العقل من يحمله منهم ضربوا بالقداح السبعة عليهم, فعلى من خرج حمله وقدح فيه نعم للأمر إذا أرادوه يضرب به في القداح, فإن خرج قدح فيه نعم عملوا به، وقدح فيه لا فإذا أرادوا الأمر ضربوا به في القداح فإذا خرج ذلك القدح لم يفعلوا ذلك الأمر، وقدح فيه منكم وقدح فيه ملصق وقدح فيه من غيركم وقدح فيه المياه, فإذا أرادوا أن يحفروا للماء ضربوا بالقداح وفيها ذلك القدح, فحيثما خرج عملوا به1.
وكانوا إذا أرادوا أن يختنوا غلامًا أو2 ينكحوا منكحًا أو يدفنوا ميتًا أو شكوا في نسب أحد, ذهبوا به إلى هبل وبمائة درهم وجزور فأعطوها صاحب القداح الذي يضرب بها, ثم قربوا صاحبهم الذي يريدون به ما يريدون ثم قالوا: يا إلهنا, هذا فلان أردنا به كذا وكذا, فأخرج الحق فيه، ثم يقولون لصاحب القداح: اضرب, فإن خرج عليه منكم كان منهم وسطًا3, وإن خرج عليه من غيركم كان حليفًا, وإن خرج عليه ملصق كان ملصقًا على منزلته فيهم لا نسب له ولا حلف, وإن خرج عليه شيء مما سوى هذا مما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ابن هشام 1/ 152.
2 كذا في الأصل ب. وفي أ: "أن".
3 كذا في الأصل، ومثله لدى الفاسي في شفاء الغرام 2/ 444 وهو ينقل عن المصنف وفي أ، ب: "وسيطًا".
ص
-89- يعملون
به نعم عملوا به, وإن خرج لا, أخروه عامه ذلك حتى يأتوا به مرة أخرى ينتهون في
أمرهم ذلك إلى ما خرجت به القداح, وبذلك فعل عبد المطلب بابنه حين أراد أن
يذبحه1.
وقال محمد بن إسحاق: كان هبل من خرز2 العقيق على صورة إنسان, وكانت يده اليمنى مكسورة فأدركته قريش فجعلت له يدًا من ذهب, وكانت له خزانة للقربان، وكانت له سبعة قداح يضرب بها على الميت والعذرة والنكاح, وكان قربانه مائة بعير وكان له حاجب, وكانوا إذا جاءوا هبل بالقربان ضربوا بالقداح, وقالوا:
وقال محمد بن إسحاق: كان هبل من خرز2 العقيق على صورة إنسان, وكانت يده اليمنى مكسورة فأدركته قريش فجعلت له يدًا من ذهب, وكانت له خزانة للقربان، وكانت له سبعة قداح يضرب بها على الميت والعذرة والنكاح, وكان قربانه مائة بعير وكان له حاجب, وكانوا إذا جاءوا هبل بالقربان ضربوا بالقداح, وقالوا:
إنا
اختلفنا فهب السراحا
ثلاثة
يا هبل فصاحا
الميت
والعذرة والنكاحا
والبرء
في المرضى والصحاحا
إن
لم تقله فمر القداحا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 شفاء الغرام 2/ 444.
2 كذا في الأصول، ولدى الفاسي وهو ينقل عن المصنف: "حجر".
باب ما جاء في أول من نصب الأصنام, وما كان من
كسرها:
حدثنا أبو الوليد، قال: حدثني جدي, عن سعيد بن سالم, عن عثمان بن ساج قال: حدثني محمد بن إسحاق أن جرهمًا لما طغت في الحرم دخل رجل منهم بامرأة منهم الكعبة ففجر بها, ويقال: إنما قبلها فيها فمسخا حجرين, اسم الرجل: إساف بن بغا، واسم المرأة: نائلة بنت ذئب, فأخرجا
حدثنا أبو الوليد، قال: حدثني جدي, عن سعيد بن سالم, عن عثمان بن ساج قال: حدثني محمد بن إسحاق أن جرهمًا لما طغت في الحرم دخل رجل منهم بامرأة منهم الكعبة ففجر بها, ويقال: إنما قبلها فيها فمسخا حجرين, اسم الرجل: إساف بن بغا، واسم المرأة: نائلة بنت ذئب, فأخرجا
ص
-90- من
الكعبة, فنصب أحدهما على الصفا والآخر على المروة، وإنما نصبا هنالك ليعتبر بهما
الناس ويزدجروا عن مثل ما ارتكبا لما يرون من الحال التي صارا إليها, فلم يزل الأمر
يدرس ويتقادم حتى صارا يمسحان, يتمسح بهما من وقف على الصفا والمروة, ثم صارا وثنين
يعبدان، فلما كان عمرو بن لحي أمر الناس بعبادتهما والتمسح بهما, وقال للناس: إن من
كان قبلكم كان يعبدهما.
فكانا كذلك حتى كان قصي بن كلاب فصارت إليه الحجابة وأمر مكة فحولهما من الصفا والمروة, فجعل أحدهما بلصق الكعبة وجعل الآخر في موضع زمزم, ويقال: جعلهما جميعًا في موضع زمزم, وكان ينحر عندهما, وكان أهل الجاهلية يمرون بإساف ونائلة ويتمسحون بهما, وكان الطائف إذا طاف بالبيت يبدأ بإساف فيستلمه, فإذا فرغ من طوافه ختم بنائلة فاستلمها.
فكانا كذلك حتى كان يوم الفتح, فكسرهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع ما كسر من الأصنام.
حدثني محمد بن يحيى المديني, عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى, عن ابن حزم عن عمرة أنها قالت: كان إساف ونائلة رجلًا وامرأة فمسخا حجرين, فأخرجا من جوف الكعبة وعليهما ثيابهما, فجعل أحدهما بلصق الكعبة والآخر عند زمزم. وكان يطرح بينهما ما يهدى للكعبة، ويقال: إن ذلك الموضع كان يسمى الحطيم, وإنما نصبا هنالك ليعتبر بهما الناس. فلم يزل أمرهما يدرس حتى جعلا وثنين يعبدان, وكانت ثيابهما كلما بليت أخلفوا لهما ثيابًا ثم أخذ الذي بلصق الكعبة فجعل مع الذي عند زمزم, وكانوا يذبحون عندهما, ولم تكن تدنو منهما امرأة طامث, ففي ذلك يقول الشاعر بشر بن أبي حازم الأسدي أسد خزيمة:
فكانا كذلك حتى كان قصي بن كلاب فصارت إليه الحجابة وأمر مكة فحولهما من الصفا والمروة, فجعل أحدهما بلصق الكعبة وجعل الآخر في موضع زمزم, ويقال: جعلهما جميعًا في موضع زمزم, وكان ينحر عندهما, وكان أهل الجاهلية يمرون بإساف ونائلة ويتمسحون بهما, وكان الطائف إذا طاف بالبيت يبدأ بإساف فيستلمه, فإذا فرغ من طوافه ختم بنائلة فاستلمها.
فكانا كذلك حتى كان يوم الفتح, فكسرهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع ما كسر من الأصنام.
حدثني محمد بن يحيى المديني, عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى, عن ابن حزم عن عمرة أنها قالت: كان إساف ونائلة رجلًا وامرأة فمسخا حجرين, فأخرجا من جوف الكعبة وعليهما ثيابهما, فجعل أحدهما بلصق الكعبة والآخر عند زمزم. وكان يطرح بينهما ما يهدى للكعبة، ويقال: إن ذلك الموضع كان يسمى الحطيم, وإنما نصبا هنالك ليعتبر بهما الناس. فلم يزل أمرهما يدرس حتى جعلا وثنين يعبدان, وكانت ثيابهما كلما بليت أخلفوا لهما ثيابًا ثم أخذ الذي بلصق الكعبة فجعل مع الذي عند زمزم, وكانوا يذبحون عندهما, ولم تكن تدنو منهما امرأة طامث, ففي ذلك يقول الشاعر بشر بن أبي حازم الأسدي أسد خزيمة:
عليه
الطير ما يدنون منه
مقامات
العوارك من إساف
حدثني
جدي, قال: حدثنا سعيد بن سالم, عن عثمان بن ساج قال:
ص
-91- أخبرني
ابن إسحاق, عن عبد الله بن أبي بكر, عن علي بن عبد الله بن عباس قال: لقد دخل رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- مكة يوم الفتح وإن بها ثلاثمائة وستين صنمًا قد شدها
إبليس بالرصاص, وكان بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قضيب فكان يقوم عليها
ويقول:
"جاء الحق وزهق الباطل, إن الباطل كان زهوقا"
ثم يشير إليها بقضيبه فتتساقط على ظهورها.
وحدثني جدي, عن سفيان بن عيينة, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة يوم الفتح وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنمًا, فجعل يطعنها ويقول: "جاء الحق وزهق الباطل, إن الباطل كان زهوقا، جاء الحق وما يبدئ الباطل ولا يعيد".
حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد العزيز بن عمران, عن محمد بن عبد العزيز, عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس, قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنمًا منها ما قد شد بالرصاص, فطاف على راحلته وهو يقول: "جاء الحق وزهق الباطل, إن الباطل كان زهوقا" ويشير إليها فما منها صنم أشار إلى وجهه إلا وقع على دبره، ولا أشار إلى دبره إلا وقع على وجهه حتى وقعت كلها.
وقال ابن إسحاق: لما صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- الظهر يوم الفتح, أمر بالأصنام التي كانت حول الكعبة كلها فجمعت ثم حرقت بالنار وكسرت. وفي ذلك يقول فضالة بن عمير بن الملوح الليثي في ذكر يوم الفتح1:
وحدثني جدي, عن سفيان بن عيينة, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة يوم الفتح وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنمًا, فجعل يطعنها ويقول: "جاء الحق وزهق الباطل, إن الباطل كان زهوقا، جاء الحق وما يبدئ الباطل ولا يعيد".
حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد العزيز بن عمران, عن محمد بن عبد العزيز, عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس, قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنمًا منها ما قد شد بالرصاص, فطاف على راحلته وهو يقول: "جاء الحق وزهق الباطل, إن الباطل كان زهوقا" ويشير إليها فما منها صنم أشار إلى وجهه إلا وقع على دبره، ولا أشار إلى دبره إلا وقع على وجهه حتى وقعت كلها.
وقال ابن إسحاق: لما صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- الظهر يوم الفتح, أمر بالأصنام التي كانت حول الكعبة كلها فجمعت ثم حرقت بالنار وكسرت. وفي ذلك يقول فضالة بن عمير بن الملوح الليثي في ذكر يوم الفتح1:
أوما
رأيت محمدًا وجنوده
بالفتح
يوم تكسر الأصنام
لرأيت
نور اللّه أصبح بينا
والشرك
يغشى وجهه الإظلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 شفاء الغرام 2/ 446.
ص
-92- حدثني
جدي, عن محمد بن إدريس, عن الواقدي, عن ابن أبي سبرة, عن حسين بن عبد الله بن عبيد
الله بن عباس, عن عكرمة عن ابن عباس قال: ما يزيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
على أن يشير بالقضيب إلى الصنم فيقع لوجهه, فطاف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
سبعًا على راحلته يستلم الركن الأسود بمحجنه, فلما فرغ من سبعه نزل عن راحلته ثم
انتهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المقام وجاءه معمر بن عبد الله بن نضلة
فأخرج راحلته والدرع عليه والمغفر وعمامته بين كتفيه, فصلى ركعتين ثم انصرف إلى
زمزم فاطلع فيها وقال: "لولا أن تغلب عبد المطلب لنزعت منها دلوًا". فنزع له العباس
بن عبد المطلب دلوًا فشرب وأمر بهبل فكسر وهو واقف عليه, فقال الزبير بن العوام
لأبي سفيان بن حرب: يا أبا سفيان, قد كسر هبل أما إنك قد كنت منه يوم أحد في غرور
حين تزعم أنه قد أنعم عليك، فقال أبو سفيان: دع هذا عنك يابن العوام, فقد أرى أن لو
كان مع إله محمد غيره لكان غير ما كان.
حدثني جدي, عن محمد بن إدريس, عن الواقدي عن أشياخه قالوا: كان إساف ونائلة رجلًا وامرأة، الرجل إساف بن عمرو والمرأة نائلة بنت سهيل من جرهم, فزنيا في جوف الكعبة فمسخا حجرين فاتخذوهما يعبدونهما, وكانوا يذبحون عندهما ويحلقون رءوسهم عندهما إذا نسكوا، فلما كسرت الأصنام كُسرا, فخرجت من أحدهما امرأة سوداء شمطاء تخمش وجهها, عريانة ناشرة الشعر, تدعو بالويل فقيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك فقال: "تلك نائلة قد أيست أن تعبد ببلادكم أبدًا".
ويقال: رن إبليس ثلاث رنات؛ رنة حين لعن فتغيرت صورته عن صورة الملائكة، ورنة حين رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائمًا بمكة يصلي، ورنة حين افتتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة فاجتمعت إليه ذريته, فقال إبليس: ايأسوا أن تردوا أمة محمد على الشرك بعد يومهم هذا أبدًا، ولكن أفشوا فيهم النوح والشعر.
حدثني جدي, عن محمد بن إدريس, عن الواقدي عن أشياخه قالوا: كان إساف ونائلة رجلًا وامرأة، الرجل إساف بن عمرو والمرأة نائلة بنت سهيل من جرهم, فزنيا في جوف الكعبة فمسخا حجرين فاتخذوهما يعبدونهما, وكانوا يذبحون عندهما ويحلقون رءوسهم عندهما إذا نسكوا، فلما كسرت الأصنام كُسرا, فخرجت من أحدهما امرأة سوداء شمطاء تخمش وجهها, عريانة ناشرة الشعر, تدعو بالويل فقيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك فقال: "تلك نائلة قد أيست أن تعبد ببلادكم أبدًا".
ويقال: رن إبليس ثلاث رنات؛ رنة حين لعن فتغيرت صورته عن صورة الملائكة، ورنة حين رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائمًا بمكة يصلي، ورنة حين افتتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة فاجتمعت إليه ذريته, فقال إبليس: ايأسوا أن تردوا أمة محمد على الشرك بعد يومهم هذا أبدًا، ولكن أفشوا فيهم النوح والشعر.
ص
-93- وذكر
الواقدي عن أشياخه قال: نادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح بمكة:
من كان يؤمن بالله ورسوله فلا يدعن في بيته صنمًا إلا كسره, فجعل المسلمون يكسرون
تلك الأصنام قال: وكان عكرمة بن أبي جهل حين أسلم لا يسمع بصنم في بيت من بيوت قريش
إلا مشى إليه حتى يكسره، وكان أبو تجارة يعملها في الجاهلية ويبيعها, ولم يكن في
قريش رجل بمكة إلا وفي بيته صنم.
وقال الواقدي: وحدثني ابن أبي سبرة, عن سليمان بن سحيم, عن بعض آل جبير بن مطعم, عن جبير بن مطعم قال: لما كان يوم الفتح, نادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يتركن في بيته صنمًا إلا كسره وأحرقه وثمنه حرام. قال جبير: وقد كنت أرى قبل ذلك الأصنام يطاف بها بمكة, فيشتريها أهل البدو فيخرجون بها إلى بيوتهم, وما من رجل من قريش إلا وفي بيته صنم, إذا دخل يمسحه وإذا خرج يمسحه تبركًا به.
قال الواقدي: وأخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد, عن عبد الحميد بن سهيل, قال: لما أسلمت هند بنت عتبة جعلت تضرب صنمًا في بيتها بالقدوم فلذة فلذة, وهي تقول: كنا منك في غرور.
وقال الواقدي: وحدثني ابن أبي سبرة, عن سليمان بن سحيم, عن بعض آل جبير بن مطعم, عن جبير بن مطعم قال: لما كان يوم الفتح, نادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يتركن في بيته صنمًا إلا كسره وأحرقه وثمنه حرام. قال جبير: وقد كنت أرى قبل ذلك الأصنام يطاف بها بمكة, فيشتريها أهل البدو فيخرجون بها إلى بيوتهم, وما من رجل من قريش إلا وفي بيته صنم, إذا دخل يمسحه وإذا خرج يمسحه تبركًا به.
قال الواقدي: وأخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد, عن عبد الحميد بن سهيل, قال: لما أسلمت هند بنت عتبة جعلت تضرب صنمًا في بيتها بالقدوم فلذة فلذة, وهي تقول: كنا منك في غرور.
باب ما جاء في الأصنام التي كانت على الصفا والمروة, ومن نصبها, وما جاء
في ذلك:
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي قال: حدثنا سعيد بن سالم القداح, عن عثمان بن ساج, قال: أخبرني ابن إسحاق قال: نصب عمرو بن لحي الخلصة بأسفل مكة, فكانوا يلبسونها القلائد ويهدون إليها الشعير والحنطة، ويصبون عليها اللبن، ويذبحون لها، ويعلقون عليها بيض النعام, ونصب على الصفا صنمًا يقال له: نهيك مجاود الريح, ونصب على المروة صنمًا يقال له: مطعم الطير.
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي قال: حدثنا سعيد بن سالم القداح, عن عثمان بن ساج, قال: أخبرني ابن إسحاق قال: نصب عمرو بن لحي الخلصة بأسفل مكة, فكانوا يلبسونها القلائد ويهدون إليها الشعير والحنطة، ويصبون عليها اللبن، ويذبحون لها، ويعلقون عليها بيض النعام, ونصب على الصفا صنمًا يقال له: نهيك مجاود الريح, ونصب على المروة صنمًا يقال له: مطعم الطير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق