الأحد، 25 نوفمبر 2012

ما جاء في طواف سفينة نوح -عليه السلام- زمن الغرق بالبيت الحرام:

        ما جاء في طواف سفينة نوح -عليه السلام- زمن الغرق بالبيت الحرام:
حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا مهدي بن أبي المهدي قال: حدثنا بشر بن السرى البصري, عن داود بن أبي الفرات الكندي, عن علباء بن أحمر اليشكري, عن عكرمة, عن ابن عباس قال: كان مع نوح في السفينة ثمانون رجلًا معهم أهلوهم, وإنهم كانوا أقاموا في السفينة مائة وخمسين يومًا, وإن الله تعالى وجه السفينة إلى مكة فدارت بالبيت أربعين يومًا, ثم وجهها الله تعالى إلى الجودي فاستقرت  عليه.
فبعث نوح -عليه السلام- الغراب ليأتيه بخبر الأرض, فذهب فوقع على الجيف وأبطأ عنه, فبعث الحمامة فأتته بورق الزيتون ولطخت رجليها بالطين, فعرف نوح أن الماء قد نضب فهبط إلى أسفل الجودي فابتنى قرية وسماها: ثمانين.
فأصبحوا ذات يوم وقد تبلبلت ألسنتهم على ثمانين لغة إحداها العربية, قال: فكان لا يفقه بعضهم عن بعض, وكان نوح عليه السلام يعبر1 عنهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 كذا في الأصل، ب. وفي أ: "يغير".

ص -29-         لا تعلوها السيول, غير أن الناس يعلمون أن موضع البيت فيما هنالك, ولا يثبت موضعه.
وكان يأتيه المظلوم والمتعوذ من أقطار الأرض، ويدعو عنده المكروب, فقل من دعا هنالك إلا استجيب له.
وكان الناس يحجون إلى موضع البيت, حتى بوأ الله مكانه لابراهيم -عليه السلام- لما أراد من عمارة بيته وإظهار دينه وشرائعه, فلم يزل منذ أهبط الله آدم -عليه السلام- إلى الأرض معظمًا محرمًا بيته تتناسخه الأمم والملل, أمة بعد أمة وملة بعد ملة, قال: وقد كانت الملائكة تحجه قبل آدم عليه السلام.
ما ذكر من تخير إبراهيم -عليه السلام- موضع البيت الحرام من الأرض:
حدثنا أبو الوليد, قال: حدثني جدي, عن سعيد بن سالم, عن عثمان بن ساج قال: بلغني -والله أعلم- أن إبراهيم خليل الله تعالى عرج به إلى السماء فنظر إلى الأرض مشارقها ومغاربها, فاختار موضع الكعبة فقالت له الملائكة: يا خليل الله, اخترت حرم الله تعالى في الأرض, قال: فبناه من حجارة سبعة أجبل قال: ويقولون: خمسة, وكانت الملائكة تأتي بالحجارة إلى إبراهيم من تلك الجبال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق